اساطير

مهمة قذرة!


لا يمكن الاكتفاء بموقف المتفرج في قضية المدعوة أميرة بوراوي التي دافعت عنها سابقا عند سجنها، احتراما لمواقفها السابقة في بداية حراك 2014، حيث كانت من المبادرين للمطالبة برحيل العصابة، وكانت تدافع عن أفكارها في بلاتوهات التلفزيونات التي استضافتها بمنطق ووعي جعل الكثيرين يقدرون مواقفها النضالية هذه، واحتراما لعائلتها التي عرفت منهم الكثيرين،وخاصة عمها الراحل البروفيسور حسين بوراوي، الذي غيبه عنا وباء كورونا وكان خسارة لا تعوض في مجاله.

وبعيدا عن التهم التي نسبت لبوراوي والتي نظرت فيها العدالة في السابق وأصدرت فيها أحكاما لا مجال لي لمناقشتها، وبعيدا أيضا عن الضغوطات المزعومة التي اشتكت منها المعنية، فإن ما فعلته بوراوي عن وعي أو عن غير وعي فهو في منتهى الخطورة، فهي لم تعقّد فقط من وضعيتها القانونية، بل وضعت نفسها بيدقا في يد العديد من الأطراف، فهي لم تتسبب في أزمة دبلوماسية بين بلدين فحسب، بل سمحت باستعمالها معولا لضرب الجزائر التي صارت تقول عنها أنها هي أيضا وطنها بعد أن وجدت لها وطنا بديلا، وربما هي لا تدري أنها هي الخاسر الأكبر في هذه اللعبة القذرة، وهي لعبة أكبر منها وأكبر من كل من صفق لها ومن شجعها على قول وعلى فعل الكثير من الأشياء التي لا تشبه الطبيبة الشجاعة التي وقفت في وجه العهدة الرابعة بكل جرأة وبروح وطنية قلما عرفناها في غيرها، ولم تعرف كيف تضع مسافة بين النضال والوقاحة  حتى لا أقول الخيانة، فما فعلته بوراوي عن قصد أو عن غير قصد يصنف في خانة الخيانة.

فمن حق بوراوي مثل غيرها من المواطنين أن تتنقل بكل حرية شرط أن تصفي قضاياها العالقة مع العدالة حتى تترك لنفسها فرص العودة لأهلها ولا أقول لوطنها، ومن حقها أيضا أن تحمل جواز سفر فرنسي أو من أي جنسية أخرى، فهي ليست الوحيدة من تملك هذا الجواز، لكن أن تستعمل هذه الوثيقة لضرب الجزائر، أو أن تحاول إقحام الرئيس التونسي في لعبة لي الذراع القذرة التي مارستها أطراف فرنسية بشهادة المعنية نفسها في تونس وداست على كرامة هذا البلد وسيادته لأنها ما كانت لتفعل هذا على التراب الوطني، بنية خلق أزمة دبلوماسية بين الجزائر وتونس، وهي المحاولة التي باءت بالفشل.

اليوم، قضية بوراوي لم تعد تعني الجزائر لا من قريب ولا من بعيد، بل هي قضية فرنسية ـ فرنسية، ما دامت المعنية وضعت هويتها الجزائرية في مرتبة ثانية، فحتى وسائل الاعلام الفرنسية التي أعطت مساحة واسعة لهذه القضية، تحدثت عنها كمواطنة فرنسية لا غير!

حدة حزام

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى