لنستمر في زرع الخير!

يبدو أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في المغرب بلغت حالة من التدهور غير مسبوقة، وإلا بماذا نفسر التكالب الإعلامي وجنون وسائط التواصل على بلادنا هذه الأيام، فكل يوم تصب علينا صفحات التواصل وحتى قنوات الإعلام الرسمية وابلا من الشتائم، ناهيك عن الاستقواء بالعدو الصهيوني في الحرب السبيرانية التي يشنها على مواقعنا الرسمية وآخرها موقع وكالة ال\انباء الجزائرية؟
فكلما فاحت رائحة القذارة من الذباب الالكتروني المغربي وصعّد من هجماته على الجزائر، نفهم أن في الأمر محاولة لتوجيه أنظار المغاربة الذين يعانون هذه الأيام من مجاعة، نحو “العدو” الذي لم يسمح لهم باحتلال ترابه والوقوف في وجه أطماعه التوسعية.
فبعد ادعاء صفحات مغربية بعد هبة الجزائر لتقديم مساعدات لمنكوبي الزلزال في سوريا وتركيا بأنها كانت مجرد حمولات من المشروبات الغازية والعصائر، في محاولة للتقليل من قيمة المساعدات الجزائرية، ها هم اليوم يطعنون في شرف فريق الحماية المدنية الجزائرية الذي عاد من يومين من سوريا بعد أن قدم جهودا كبيرة في انقاذ الأطفال وانتشال الضحايا من تحت الردم، بشهادة الإعلام العالمي والشعب السوري وقبلهم الرئيس بشار الأسد الذي زار الموقع المتواجد فيه فرق الحماية المدينة الجزائرية وشكرهم على المجهودات الجبارة التي قاموا بها، وقال في الجزائر كلاما طيبا.
لكن وقاحة ” العياشة” وصلت حد لا يطاق وراحوا يدعون أن فريق الحماية الجزائري هرب من سوريا، والحقيقة أنالذي أزعجهم في هذا هو حديث كل المواقع الإخبارية وصفحات التواصل السورية والعربية على العمل الجبار الذي قامت به الحماية المدنية الجزائرية في كل من سوريا وتركيا، وعن شجاعة الجزائر التي كسرت الحصار على سوريا وضربت بقانون “قيصر” الذي يعاقب كل من حاول تكسير الحصار على سوريا، عرض الحائط، قبل أن تتبعها الدول الأخرى على قلتها.
الغريب في الأمر أن المغرب لم تقدم لا مساعدات إلى سوريا ولم ترسل فرق الحماية الملكية لنجدة المنكوبين خلافا لكل البلدان العربية، بينما قدمت من أيام ما لا يقل عن 14 دبابة إلى أوكرانيا لتعلن وقوفها إلى جانب كييف في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا.
ومن أين لها أن تقدم المساعدات إذا كان شعبها يعاني الجوع وغلاء المعيشة بشهادة مئات الآلاف من قاطنيها، بل كيف لها أن تتجرأ وتقدم المساعدات إلى سوريا، وقرار المملكة صار بيد إسرائيل، وإسرائيل هي التي دفعتها لإرسال الدبابات إلى كييف، وهي من منعتها من تقديم الدعم لمنكوبي سوريا، كما أنها هي من تستعمل المغاربة في الحرب الإعلامية والسبيرانية ضد بلادنا؟
فليستمروا في نباحهم، ولنستمر من جهتنا في زرع الخير بلا منة ودون انتظار الشكر، ونستمر في تعمير بلادنا وتعزيز مكانتنا بين الأمم، فنحن صناع السلام، وهم صناع الفتن والخيانة، نحن نغيث إخواننا في سوريا وتركيا، وهم يغيثون النازية الجديدة، فقد اختار كل منا معسكره!
حدة حزام