اساطير

كيسنجر وسوروس متفقان في الهدف ومختلفان في الطريقة

تحدث هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية سابقا حول ما يحدث في أوكرانيا واعتبر أن روسيا دولة أوروبية ساهمت في أمن أوروبا لعدة قرون واعتبر أن الخطر الحقيقي على الولايات المتحدة الأمريكية يأتي من الصين في محاولة منه لإعادة توجيه السياسية الأمريكية الحالية ناصحا أوكرانيا بقبولها ضياع الدونباس والتفاوض على ما تبقى من الأراضي فقط، هنري كيسنجر مازال مؤثرا في الساحة السياسية الأمريكية و ما قال يتوافق مع آراء كثيرة في أمريكا المناهضة لنظرة اليهود سطروسيين الذين لا يعرفون إلا الحرب كوسيلة لحفاظ أمريكا على ريادتها الحالية للعالم.

ما قاله جورج سوروس الملياردير الصهيوني وصاحب100 مليار دولار وصانع الثورات الملونة التي أسقط بها عدة أنظمة في أوروبا كما أسقط نظام أوكرانيا نفسه سنة 2014 ونصب في مكانه زيلينسكي الرئيس الصهيوني المرتشي والفاسد أخلاقيا، والذي تسبب في خراب بلاده، كما ساهم سوروس في دعم ثورات الخوانجية في العالم العربي في سورية وليبيا وتونسومصر ونعرف الآن نتائج الخراب الذي أحدثته سياسة جورج سوروس والإدارة الديمقراطية التي وصلت إلى حدتأسيس داعش كما أثبتت ذلك إيميلات هيلاري كلينتون.

جورج سوروس الذي قال عنه المتخصص الفرنسي في الاقتصاد شارل غاف بأنه رجل خطير بعد ما قابله في نيويورك يعتبر أن نظام العالمي القديم قد سقط ولم يعد له وجود وهذا اعتراف مهم جدا ويضيف نحن أمام إعادة تأسيس نظام جديد في ظل صراع طاحن، وهنا يؤكد جورج سوروس ما قاله بوتين بأن الحرب فرضت علينا ونحن نعمل على إعادة بناء نظام دولي جديد، لا تبقى فيه الهيمنة لأمريكا.

سوروس في منتدى دافوس اعتبر أن الصراع الآن بين الأنظمة المنغلقة مثل روسيا والهند والصين والسعودية ومصر ودول أخرى وبين دول ذات الأنظمة المنفتحة والتي تعطي قيمة وحرية للفرد وتحميه، وفي هذا الصراعالعالمي لا يستبعد سوروس نشوب حرب عالمية ثالثة لأن الصراع كما يقول يجري الآن بين القوى العظمي وأغلبها تمتلك أسلحة نووية مدمرة.

وفي قضية أوكرانيا سوروس يعاكس هنري كيسنجر ويذهب إلى حد إذكاء الحقد والصراع ضد روسيا ورئيسها بوتين الذي دمر حلم وعمل جورج سوروس ومشروعه التوسعي العنصري المناهض للجنس الروسي كما أتثبت ذلك أدبيات التيار سطروسيين المسيطر علىالإدارة الأمريكية والسلطة حاليا في أوكرانيا.

هنري كيسنجر يعرف جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت الكثير من بريقها السياسي والاقتصادي فهو يداعب روسيا من أجل تجنيد كل القوى الغربية والقوىالأسيوية التابعة لأمريكا من أجل ضرب الصين ووقفتطورها المذهل الذي يهدد عرش أمريكا الاقتصادي والسياسي ومنذ فترة العسكري، في الظاهر يبدو أن هناك تناقض بين الرجلين ولكن في الحقيقة هي مسألة ترتيب أولويات روسيا ليست الآن كما يقول كسينجر الصين أولا ثم روسيا ثانيا.

حقيقة هنري كيسنجر تدخل كالعراب ليعيد ترتيب الأولويات وسط نفس العائلة لأن الأولاد أضاعوا البوصلةوقد يلحقوا الضرر بأمريكا إذا لا يتم تدارك الأمور بسرعة.

بروكسل/ لخضر فراط – صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى