اساطير

قرار وزير التربية هدية مسمومة!

قرار إنزال معدل النجاح في شهادة البكالوريا إلى 9 /20 غير صائب، لأنه سيؤدي إلى تدني المستوى في الجامعة، المتدني أصلا، وحجة الظروف الاستثنائية التي درس فيها الطلبة بسبب كورونا، لا يبرر هذا القرار، خاصة وأن التلاميذ لم يمتحنوا في كل الدروس المدرجة في المقرر، وإن كان حتى هذا الإجراء سيضر بمستوى التلاميذ، وينعكس سلبا على مستوى الدراسة في الجامعة، فحتى المعدلات الضعيفة في السنوات السابقة لم تكن تمنح أصحابها الخيارات التي يرغبون فيها، ويوجهون غالبا إلى العلوم الإنسانية أو التعليم، ما أدى إلى تدني مستوى التكوين فيها، ومع أن دراسة الحقوق مثلا في بلدان أخرى لا تقبل بالمعدلات الضعيفة.


حان الوقت لإعادة النظر في الامتحان من الأساس وتحدد نسبة معينة من النجاح، بما يؤدي على تخفيض الضغط على الجامعة، ما يسمح برفع مستوى التعليم بها، وليعاد الاعتبار للشهادات الجامعية، وتكوين الطلبة حسب حاجة سوق العمل، تفاديا لهدر الإمكانيات لتكوين الآلاف من حملة الشهادات ينتهي أغلبهم في سوق البطالة.


صحيح أن هذه السنة الدراسية جاءت في ظروف استثنائية، لكن ماذا سيخسر من لم يتحصلوا على المعدل عند إعادة السنة؟ حان الوقت أيضا، لإعادة الاعتبار للتكوين المهني والمهن، بتنويعها، فالمجتمع في حاجة أكبر لفلاحين وبنائين وممرضين وصناعيين وطباخين وغيرها من المهن، وهذه المهن ليست في حاجة لشهادة بكالوريا، أو لبكالوريا مهنية، وهذه هي الطريقة الوحيدة للتخفيف من أزمة البطالة والتخفيف على الجامعة التي يجب أن تبقى حكرا على النجباء لتكوين نخبة قوية تتولى الرقي بالبلاد في جميع الأصعدة، فالنهوض بالجامعة وقبلها المدرسة، هو بداية الحل الحقيقي لكل الأزمات التي تتخبط فيها البلاد.


ولنا في الهند التي استثمرت في الدراسة وفي الجامعة وأصبحت قوة اقتصادية ونووية ونموذجا في البحوث العلمية وفي مجال الطب والصيدلة خير دليل على ذلك.


قرار وزارة التربية هذا، هدية مسمومة للطلبة، وهذا المعدل الضعيف لن يفتح أمامهم باب الخيارات ويحدد من رغباتهم، فكفانا من القرارات الشعبوية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى