الثقافيحدث اليوم

صفيان..فنان تشكيلي يخلد العيون المنسية برسم المنممات

أيت عمار صفيان فنان تشكيلي من ولاية تيزي وزو، ظهرت موهبته في الرسم وهو في الطور المتوسط، لينغمس في مجال الرسم بعد سن الثامنة عشر، إذ قرر صقل موهبته وأخذ دورات تكوينية في مجال الفن التشكيلي وبالضبط في فن المنمنمات، ليشارك بعدها في العديد من المعارض الفنية ، ويفتك المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية للرسم الكاريكاتوري التي أقيمت بتيزي وزو بتاريخ 19الى 24ديسمبر 2019 بمشاركة 20ولاية.

أوضح صفيان في حديث مع “الفجر” أنه يتقن الرسم بعدة تقنيات منها رسم المنمنمات والرسم بالألوان المائية والأكريليك وتقنية الرسم بالقلم الجاف، ورسم الجداريات ورسم الشوارع له عدة جداريات لاقت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة تيزي وزو وصار معروفا في المنطقة وخارجها بأعماله الفنية.

وشارك سفيان في عدة معارض وتظاهرات ثقافية عبر التراب الوطني، منها معرض يناير الذي أقيم بدار الثقافة تيزي وزو بتاريخ 13جانفي 2021، والأسبوع الثقافي في قرية أقوسيم بتاريخ 15الى 20أوت 2019، وسجل مشاركته في المهرجان الوطني للشريط المرسوم والكريكاتور في طبعته الرابع من17الى 21ديسمبر 2021 بمركز الترفيه العلمي تيزي وزو، كما شارك في الصالون الوطني للتراث والفنون بتيزي 4الى 9جويلية 2021.

وأضاف محدثنا الحاصل أيضا على شهادة في الاعلام الآلي، أنه بدأ مؤخرا في الاهتمام برسم المنمنمات فرسم مئذنة جامع كتشاوة بالعاصمة وعدة معالم أثرية ثم انتقل الى رسم العيون وينابيع المياه، وذكر أن بداية قصته مع العيون الأثرية، كانت مع جدته التي جلس معها في احدى الأيام وهي تروي له قصة العين الموجودة بالقرب من منزلهم القديم، وكانت تلك العين مهملة ومغطاة بالأعشاب لايكاد يلاحظها المارة،

 يقول صفيان أنه بعد مدة من وفاة جدته جلس بالقرب من تلك العين أخذ يتذكر كلام جدته عن العين وأستغرق وقتا يتأملها ليجد نفسه بصدد رسهما وتخليدها في عمل فني، وهكذا بدأت رحلة صفيان مع العيون الأثرية والمنمنمات، فصار يبحث عن العيون القديمة في المنطقة  ويرسمها.

وقرر بعدها مشاركة أعماله الفنية في معرض فردي اطلق عليه اسم “تجديث ” والتي تعني “تراث” في مركز الترفيه العلمي بتيزي وزو من 24الى غاية 26جانفي 2023 والذي تناول فيه رسومات العيون القديمة والتي تعود للعهد العثماني وكلها عيون موجودة في منطقة ابودرارن وبالتحديد دشرة أيت علي اوحرزون، وقد لقي المعرض حضورا كثيفا للزوار، وهو الآن يستعد لإطلاق طبعة أكبر من معرض “تجديث” في منطقة عزازقة بعدما لقي المعرض لأول نجاحا كبيرا.

ولا يفكر صفيان في بيع أعماله الفنية، وانما جمعها في كتاب تاريخي يوثق العيون القديمة الموجودة في منطقته عن طريق الرسم بالمنمنمات ويشرح هندستها وتاريخ بنائها بالاعتماد على شهادات حية من أبناء المنطقة.

في الختام وجه الفنان التشكيلي الذي لم يتجاوز عمره 28سنة رسالة للشباب لينخرطوا في مجال الفن ويأخذوا دورات تكوينية في الرسم والفن التشكيلي وصقل مواهبهم والتقرب من دور الثقافة ومدرسة الفنون الجميلة، خصوصا أن الكثير من الشباب يملكون مواهب تضيع سدى، وقال بأن الفن عبارة عن علاج نفسي وترفيه ويخرجهم من دائرة رفقاء السوء والآفات الاجتماعية، كما وجه صفيان رسالة للسلطات من أجل دعم الشباب الفنانين وتنظيم معارض للتعريف بأعمالهم. على المستوى المحلي والوطني.

ك.هـ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى