روسيا تستطيع الصمود لسنوات حتى دون بيع النفط والغاز

قررت أمريكا الامتناع عن استيراد 750 ألف برميل من النفط الروسي وسط بهرجة إعلامية دولية لا مثيل لها، رغم أن روسيا تنتج 10 ملايين برميل يوميا و امتناع عن شراء مثل هذه الكمية لا يعني شيء و يتم تعويضه بسرعة عبر ارتفاع الأسعار ، و لكن الجديد في الأمر هو امتناع بعض الدول الأوروبية و على رأسهم ألمانيا الدخول في لعبة الامتناع عن استيراد الغاز و النفط الروسي وسط تصريح ألماني بأن عدم وصول الغاز و النفط الروسي لألمانيا سيشل الاقتصاد الألماني لتصطدم أمريكا مباشرة بحلفائها في أوروبا، والذي يأمل الكثير من المراقبين تفطنهم لخطة الحليف الأكبر أمريكا في السيطرة على الاقتصاد الأوروبي و عزله عن روسيا في مجال الطاقة.
الرد الروسي قد يكون أخطر مما تتصوره أمريكا وحلفائها عبر منع تصدير المعادن النادرة منها والمواد الأولية التي تستهلكها أوروبا وأمريكا، وروسيا قادرة على تعطيل الآلة الاقتصادية الغربية، الخبراء الاقتصاديون يؤكدون أن موسكو ليست بحاجة حتى إلى تصدير الطاقة للعيش وهي تستطيع البقاء خارج عملية التصدير لكل ما تقوم به حاليا للخارج لمدة سنتين كاملتين دون أن تتضرر سواء من المواد الغذائية أو مواد أخرى للإنتاج الصناعي الداخلي هذه المدة يسقط فيها النظام الغربي بالكامل ويعلن إفلاسه.
اقتصاديا أمريكا لا تستطيع مواجهة روسيا لقدرتها على الصمود لسنوات بينما لا تستطيع البلدان الغربية فعل ذلك وهي لن تصمد ستة أشهر على أقصى تقدير في وجه العقوبات الروسية، حاليا أوروبا تلعب بالنار وقد تدخلها العقوبات التي فرضتها على روسيا إلى زعزعة استقرار نظامها المصرفي والدخول في أزمة مالية أخطر من تلك التي عرفتها سنة 2009 وبدأت من اليونان.
العقوبات التي نراها أصبحت تطال كل ما هو روسي في الأدب والرياضة والموسيقى ورجال الأعمال وحتى القطط الروسية ممنوعة من المشاركة في المسابقات الحيوانية، وهذا تصرف عنصري مشين ويلطخ إلى الأبد سمعة من تسمى نفسها بالحضارة الغربية.
ميزان العقوبات يميل لصالح روسيا على المدى المتوسط والطويل كما يراه عدد من المراقبين للشأن الاقتصادي، وحتى وإن امتنعت أوروبا شرائها النفط والغاز الروسي لأن روسيا لديها أسواق أخرى في آسيا وتعمل على انجاز خط غاز موجه للصين بحجم 50 مليار متر مكعب يعوضها عما تفقده من التصدير نحو أوروبا.
الصراع الحقيقي الذي بدأته أمريكا للحفاظ على سوق أوروبا الغربية لسلعها ومنتجاتها وأسلحتها ولاحقا الغاز والبترول الأمريكي هذا ما تريده أمريكيا وللأسف الغرب يطبق تعليماتها كالعادة ولا يملك رؤية مستقلة.
دعم الصين لروسيا سيكون عاملا خارجيا مؤثرا جدا ويدعم إمكانيات روسيا للصمود أكثر أمام العقوبات، أمريكا تبكي أوكرانيا والتي كانت ذراعها العسكري في توفير الأسلحة للربيع العربي وفي التحضير لسياسات مدمرة وخطيرة ضد روسيا والعالم بعدما أوصلت الصهاينة للحكم في هذا البلد.
بروكسل/ لخضر فراط ـ صحفي معتمد لدى المؤسسات الأوروبية والحلف الأطلسي