اساطير
أخر الأخبار

تراجع أم تمويه للموقف التركي في ليبيا!

هل بدأت تركيا تراجع حساباتها في ليبيا، وتعود خطوات إلى الوراء في أطماعها في ثروات المنطقة، بعد الانتصارات التي حققتها مؤخرا في الحرب التي تقودها بالوكالة في ليبيا، وهل هو الخوف من الدخول في معركة مباشرة مع القوات المصرية في سرت والجفرا، بعدما قررت مصر بقيادة السيسي وبتفويض من البرلمان الليبي، الدخول عسكريا في ليبيا لحماية ما أسمته بالأمن القومي العربي؟
فبعد تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الأخيرة، عندما قال: ” إن بلاده ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا، لكنها ستواصل دعم حق الحكومة الشرعية في طرابلس بالدفاع عن نفسه، وأنها ليس لديها أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك”، ها هو رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو يحذر أردوغان من مغبة الصدام مع مصر في ليبيا، لأن أي مواجهة هناك – يقول – لن تكون جيدة بالنسبة على تركيا، كما نصحه بضرورة تحسين العلاقات مع تونس والجزائر ومع دول أوروبية.
فهل طبول الحرب التي تقرع من أيام في القاهرة، جعلت الرجل المزهو بانتصاراته الأخيرة على قوات حفتر يبحث له على مخرج من مستنقع ليبيا بعدما نقل إليها الآلاف من المرتزقة من تونس، في خطة واضحة للضغط على كل الأطراف الليبية لافتكاك المزيد من الاتفاقيات تضمن له السيطرة على ثروات ليبيا، وهو الذي ما زال غارقا في المستنقع السوري وفي حروب لا تنتهي مع الأكراد في سوريا والعراق وتركيا؟ الخوف أن تكون هذه التصريحات مجرد خطة للتمويه موجهة على مصر، بينما تبقى ميليشياته على الأرض ماضية في تحقيق أطماعه بالمنطقة، ولتضييق الخناق على مصر التي قال عنها، أنهم خسروا مصر- في إشارة لإسقاط حكم الإخوان وتنحية مرسي- فلن نخسر ليبيا.
لا أدري كيف سيسعى الرئيس التركي لتحسين علاقته بالجزائر مثلما نصحه أوغلو، لأن موقف الجزائر من القضية الليبية واضح، وعبر عنه الرئيس تبون بوضوح في عديد المرات، واتهم تركيا حتى وإن لم يسمها بالاسم، بالتشويش على المقترح الجزائري الذي سعى وما زال يسعى لحل الأزمة الليبية بعيد على السلاح وعن أطماع كل الأطراف التي تدعم طرفا أو آخر في الأزمة الليبية؟
صحيح أن الموقف الجزائري من هذه القضية هو الأكثر عقلانية، لأنه يضع حل الأزمة الليبية بين يدي الليبيين والشعب الليبي، حتى لا تتحول ليبيا إلى صومال جديدة مثلما عبر عنه الرئيس في حواره الأخير، لكن مصر معذورة، ومن حقها أن تدافع عن أمنها بكل ما أوتيت من قوة ضد هذا العثماني الذي لم يعد يخف مخططه في استرجاع الخلافة بتأييد من تنظيم الإخوان في كل البلدان العربية وخاصة في مصر، فمصر محاصرة من الشرق بالتهديد التركي، ومن الجنوب بأطماع اثيوبيا في مياه النيل وبسد النهضة الذي مولته حليفة أردوغان، قطر التي تتحامل هي الأخرى على مصر انتقاما من اسقاطها حكم الإخوان.
نعم أي تدخل للجيش المصري في ليبيا سيزيد من تعقيد الوضع، لكن لا حل أمامها لوقف الزحف العثماني سوى هذا الحل !

حدة حزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى