اساطير

بين المأساة والدبابات!

عندما يكون بين أصدقائك على مواقع التواصل من فقد أقاربا له في مأساة سوريا وتركيا، ويضعون صورا لهم وتفاصيلا من حياتهم اليومية، فالمأساة بحجمها الانساني لن تصبح مجرد أرقام بل يصلك الكثير من آلامهم وأحزانهم، ويعتريك إحساس أنك تعرفهم وتعرف أحلامهم المبتورة ومشاريعهم التي لم تتحقق، وتصبح المأساة مأساتك وكأنها في بلدك، ويتحول الوجع إلى غضب وأنت تقرأ ما تنشره صحيفة “شارلي إيبدو السخيفة” وهي تتهكم على الفاجعة التي ألمت بالشعبين السوري والتركي وتنشر رسوما تقول “لا داعي لإرسال دبابات”، وكأنها تتشفى فيما لحق بسوريا وتركيا من دمار وما سقط من أرواح وما خلفته المأساة من مشردين تحت الثلج والبرد القارس، فهل يرى المشرفون على هذه الأوراق الوسخة أنهم في حرب مع الشعبين، بل إنهم حقيقة في حرب مع المجتمعات المسلمة بل حتى قبل نشر الصحيفة للرسوم المسيئة للرسول الكريم والتي دفعها بعض الإرهابيين ثمنها، وإن كنا وقتها ثرنا ضد الجريمة الارهابية التي راح ضحيتها مجموعة من رساميها وصحفييها، لكن الآن أكد هؤلاء أنهم ليسوا أقل سوءا من هؤلاء الإرهابيين ولا يقلون عنهم تطرفا.

أليس الزلزال ظاهرة طبيعية بإمكانها أن تضرب أي منطقة في الأرض، إلا إذا كان هذا الزلزال مثلما يدعي البعض ليس زلزالا طبيعيا بل هو بفعل فاعل، فقد بدأ الحديث يدور في بعض الأوساط المتهمة بالإيمان بنظرية المؤامرة، أنه بعد نشر المشرفين على النظام العالمي الجهنمي لفيروس كورونا والذي يهدف إلى التقليل من عدد البشر حتى يصل الرقم إلى المليار الذهبي في حدود سنة 2025، سيستعملون سلاح الزلازل والفيضانات لنفس الغرض، وربما المشرفون على شارلي إيبدو أوحي إليهم بهذا المخطط الجهنمي الذي يستهدف البشرية وخاصة في المجتمعات المشرقية وإفريقيا الأمر الذي جعلهم يتهكمون من المأساة.

مهما كانت الحقيقة وراء هذا الزلزال المدمر الذي سوّى مدنا بكاملها بالأرض وخلف آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين، فإن من واجب المجتمعات الغربية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان أن تقف إلى جانب المنكوبين، أم أن المنكوبين لن يكونوا منكوبين إلا إذا جاءوا من أوكرانيا أو أي بلد من بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا والتي يستعملون شعوبها في حربهم القذرة ضد روسيا، ولن اقول عندما يأتون من إيطاليا فقد رأينا ما معنى التضامن الانساني مع هذا البلد الاوروبي أثناء جائحة كورونا عندما أدارت بلدان الاتحاد ظهرهالروما ولم تجد سوى موسكو لنجدتها؟  

من جهتنا ، فأنا فخورة جدا ببلادي، بل الكثير من الاحرار في سوريا والخليج فخورون بمواقف الجزائر في هذه المأساة وفيما سبقتها ، فقد كانت دائما السباقة لفعل الخير من غير منة ولا تظاهر، فقد كسرت الجزائرالحصار المضروب على سوريا وكانت أول طائرة إغاثة حطت بسوريا هي طائرة تابعة للجيش الجزائري وأول فريق إنقاذ جاء من الحماية المدنية الجزائرية التي كان دائما رجالها متواجدون في مناطق الكوارث في كل العالم وقدموا أروع الامثلة في التضامن الانساني، بينما لم نر ممن يقدمون الدروس بحجة الديمقراطية غير الضلوع في إسقاط الانظمة وزرع الفوضى، ولهذا رأوافي الزلزال أنه قدم لهم خدمة بدون أن يرسلوا الدبابات، ويعتبرون أن الحروب الصليبية لم تضع أوزارها بينهم وبين المشرق، ألم يرفعوا شعار الحروب الصليبية في مونديال قطر؟

حدة حزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى