اساطير
أخر الأخبار

الهوهوة والتطبيع مع إسرائيل

حملة شرسة ضد الامارات من تيار الإخوان المسلمين أساسا لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وسكوت تام عن تركيا وحتى عن سلطنة عمان التي زارها نتانياهو،  لماذا؟

حقيقة شيء محير جدا أن تتعرض الإمارات العربية المتحدة لمثل هذه الحملة الشرسة دون غيرها من الدول التي طبعت مع اسرائيل، وأكيد أن موقعها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية هي السبب الحقيقي وراء هذه الهجمة اللاأخلاقية.

 التطبيع موجود بين الفلسطينيين وإسرائيل قبل اي دولة أخرى، وبما فيها حماس من تحت الطاولة مطبعة مع إسرائيل، حماس تدعم تركيا أكبر المطبعين والأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل، علاقات تجارية ضخمة، علاقات عسكرية تفوق التصور، بما فيها تدريب الطيارين الإسرائيليين فوق سماء تركيا،  ولكن عملاء الباشا أردغان لا يأبهون بهذا.

منذ أشهر فقط زار نتنياهو مسقط، عاصمة سلطنة عمان، والتقي بالسلطان الراحل، قبوس بن سعيد، ولم تتعرض السلطة إلى مثل هذا الهجوم الذي تتعرض له الامارات حتى من السلطة الفلسطينية التي باركت تحويل أيا صوفيا إلى مسجد وتنتظر من بعد ذلك تضامنا أوروبيا مع القضية الفلسطينية، ثم تتساءل عن فتور هذا الدعم.

بدأت أدرك سبب تغير المواقف العربية من القضية الفلسطينية بعد أحداث مصر أين شاركت عناصر حماس عسكريا في قتل المصريين الذين مات منه آلاف الشهداء من اجل تحرير فلسطين، كما مات الجزائريون أيضا في حرب 73 و67، كيف يمكن أن يقبل هذا من حركة تدعي التحرر؟ ولم أقرأ ولو جملة تنديد واحدة إلى اليوم من السلطة الفلسطينية ضد العمليات الارهابية التي تقودها كتائب حماس ضد الجيش المصري؟  ثم جاءت تجربتي الخاصة، لأنني كنت قبلها مثل كل الجزائريين مساندا للقضية الفلسطينية دون نقاش، حيث عملت كمراسل لقناة “الغد” في بروكسل، وهي قناة فلسطينية مدعمة بأموال الشيخ طحنون الاماراتي، وتعرفت فيها على الوجه الحقيقي للفلسطينيين المسؤولين والعاملين فيها، ولم أهان في حياتي المهنية او الشخصية إلا من طرف هؤلاء الفلسطينيين، رغم أن بلدي،  الجزائر، تدفع لهم الملايين من أموال دافعي الضرائب ولكنها لم تشفع لي، كما لم يتردد أيضا عزمي بشارة الفلسطيني في إهانة وطرد صحفي جزائري آخر، كان من مؤسسي قناة “العربي” بلندن. وفتحت حينها نقاشا مع الكثير من الزملاء الجزائريين في مختلف العواصم لأعرف هل التصرف المشين معي يخصني أنا فقط أم لا، وكانت مشاربهم السياسية مختلف وأكدوا لي بالإجماع أنهم عانوا كثيرا من تصرف الفلسطينيين اتجاه الجزائريين،  كراهية وحقدا لا مثيل لهما،  ولا تمس الجنسيات الاخرى إلا الجزائريين، ولن انسى رئيس تحرير اردني فلسطيني في الاسبوع الذي نصب فيه، سأل عن جنسيتي، ولما قيل له بأنه جزائري فأمر بفسخ عقدي مباشرة فقط لأن جنسيتي جزائرية ولا غير ذلك.

الواقع هو من يحدد المواقف السياسية وليست البهرجة أو الجملة الفارغة الرنانة، وللأسف أول عدو للقضية الفلسطينية هم الفلسطينيون أنفسهم، وعلى بلدي الجزائر أن تعيد النظر في مواقفها ما دام اصحاب القضية هم أول العابثين بها ولن نكون ملكيين اكثر من الملك نفسه، شعبنا لديه أيضا مصالح في عالم متغير وخطير جدا، وعلينا الحفاظ أولا وأخيرا على مصالحنا ولا يمهنا مسجد القبة الذي بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حوالي سنة 73 هجري  لوجود خلاف بينه وبين أمير مكة عبد الله بن الزبير، وبنى مسجد القبة ليجعل منه فقط حجا  بديلا لرعاياه بدل مكة المكرمة.

مراسل “الفجر”  من بروكسل:

 لخضر فراط / صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي و الحلف الاطلسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى