الكرة في مرمى رزيق!

عندما وصف الرئيس تبون أزمة الزيت التي عرفتها السوق منذ سنتين بالمفتعلة، فهو محق في ذلك ويبدو أن هذه المادة صارت سلاح العصابات المسيطرة على السوق الوطنية، وبعض المنتجين يستعملونها لعرقلة مساعي الحكومة للتغلب على مشاكل التوزيع والمضاربة، لكن يبقى المستهدف الرئيسي هو مصداقية الرئيس وسعيه لإخراج البلاد من الأزمة وتحريرها من عصابات الفساد التي استفحلت منذ أكثر من عقدين من الزمن وصارت تتحدى الدولة ومؤسساتها.
هذه العصابات ومنها بعض المنتجين، صارت تفتعل الأزمة ببث إشاعة ندرة بعض المواد الأساسية مثل الزيت والسميد، ما يؤدي إلى تغير سلوك المستهلك الذي يهب إلى اقتناء وتخزين هذه المواد بكميات كبيرة، فتحصل الندرة فعلا ويتذبذب التوزيع وترتبك الأسواق، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويجعل كل السياسات المطبقة عاجزة أمام هذه المافيا التي تريد لي ذراع السلطة بفرض منطقها على السوق وعلى المواطن، وهو ما نعيشه هذه الأيام.
فقبل أزيد من شهر على حلول الشهر الكريم تعرف الأسواق هذه الأيام حمى غير مسبوقة وسباق على اقتناء المواد ذات الاستهلاك الواسع وخاصة مادة الزيت، ما أدى إلى احداث ندرة قد تستمر طويلا ما لم تتخذ السلطة إجراءات جديدة بعدما لم تنفع إجراءات تحديد الكمية لكل مستهلك.
صحيح أن كل الأسواق العالمية تعاني من ارتفاع جنوني للأسعار بسبب تبعات الحرب في أوكرانيا، وقبلها بسبب جائحة كورونا، لكن بالنسبة لحالة الجزائر فبالإضافة إلى آثار الأزمة العالمية، هناك بارونات تعمل في الظل لكسر كل مساعي الدولة للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، فما أن يعلن عن زيادات في الأجور وحتى قبل تنفيذها، يعمد هؤلاء لرفع الأسعار لامتصاص الزيادات ويبقى المواطن فريسة لهؤلاء يمتصون قوته وجهده، وتصبح الزيادة في الأجور لا معنى لها سوى أنها تزيد ثقلا على الخزينة العمومية وتفرغ السياسة الاجتماعية التي تنتهجها الدولة من جدواها.
الرئيس تحدث في حواره الأخير أنه لما كان وزيرا للتجارة وفي نفس الوقت وزيرا أولا، في رمضان 2017، تمكن بالفعل من السيطرة على السوق بتوفير كل المواد الاستهلاكية من خضر وفواكه ومن مواد أخرى وبأسعار معقولة، وصام وقتها الجزائريون في طمأنينة ووفرة، رغم محاولة العصابات عرقلة سياسته، لكن ماذا يمنع وزير التجارة الحالي من تطبيق نفس الخطة التي طبقها الوزير تبون وقتها؟
الكرة في مرمى وزير التجارة رزيق وعليه التصدي فورا لهذه الحرب القذرة التي تشنها المافيا على المواطن وعلى سياسة الرئيس عمدا!
حدة حزام