اساطير

القروض الحلال يدخل الجزائر في نظام الخونجة

قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،”مات رسول الله ولم يبين لنا آية الربا”،هذا القول لثاني خليفة وأعدلهم على الاطلاق وأجرؤهم إلى درجة توقيف العمل بآيات قرآنية صريحة، كما تقول كتب التراث، يبين أن مسالة الربا لم يحسم فيها في صدر الاسلام، لا قولا او تصرفا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما نسميه السنة الفعلية، ولم تظهر حكاية تحريم الربا إلا قرونا من بعد في آراء الفقهاء إلا لاحقا، ومختلف عليها لدى الكثير، وكانت الآراء الحديثة  من فضيلة شيخ الأزهر تقول “بان وجود البنك المركزي يراقب حركة النقد يلغي فكرة الربا”، والتي يعتبرها لصيقة فقط  عند التداول بالعملة الذهبية، ولكن السلفيين والإخوان المسلمين على الخصوص،أخطر تنظيم ينخر الدول الحديثة بأكاذيبه،عملوا من مسألة الربا بزنسةحقيقية لا مثيل لها في التاريخ الاسلامي عبر تغيير كلمة فائدة إلى كلمة مرابحة، وهي في الحقيقة نظام سرقوه من المصارف العالمية والمعروف بنظام ‘ليزينغ’، فانت تأخذ قرضا وتدفع أقساطه حسب الاتفاق مع البنك وإذا تعطلت في دفع  قسط واحد حتى ولو كان هو آخر قسط في القرض، فتعود السيارة ملكا للبنك وتأخذ من صاحبها وتضيع منه كل الأموال التي دفعها سابقا.

الإمام مفتي أستراليا العالم، الازهري الجليل مصطفى راشد، يعتبر أن الفائدة التي تمارسها البنوك  ليست ربا، لأن الربا المقصودة في القرآن كانت عبارة عن ممارسات شخصية وليست مؤسساتية، وكانت في صدر الاسلام ممارسات يختص بها بعض اليهود والشخص هو من يحدد نسبة الفوائد التي يريدها من الشخص المدان له الذي يقرضه، وهذا هو نفس منطق الشيخ الطيب إمام الازهر “الذي يعتبر وجود البنك المركزي ينفي صفة الربا على فوائد البنوك”.

وعلينا ان نستحضر أيضا الفضائح الكبرى التي تسببت في البنوك الاسلامية في مصر لآلاف العائلات سرقت أموالهم ولم ترد لهم تحت مسمى البنوك الاسلامية، البنك الاسلامي هو نفسه يقترض الأموال من النظام المصرفي الذي نشأ فيها،  وطبعا يخضع لنظام الفائدة والادلة كثيرة تفضح السلفيين والاخوان وأكذوبة اعتبار الفائدة البنكية ربا، ثم اعتبار الربا حرام، الأمر الذي لم يستطع الخليفة عمر بن الخطاب استنتاجه والنطق به، ولم تعمل به بعض الدول الاسلامية مثل إيران إلى الآن ولم تتبنه في نظامها المصرفي.

استعمال الجزائر لنظام القروض الحلال ما هي إلا خطوة أولى في طريق تبني تفاسير دينية خاطئة أو على الأقل مختلف حولها من أساسها روجتها حركة الاخوان منظومة الشر التي تعيث في الارض فسادا، حركة الاخوان المسلمين التي اخترعت مفهوم الصيرفة الاسلامية أكبر أكذوبة أخرى في النظام المالي العالمي،لأن كل البنوك الاسلامية تطبق نظام “الليزينغ” وهو أخطر من نظام الفائدة التقليدي معمول به حاليا في كل البلدان وفي ايران ودول الخليج، قبول الجزائر للدخول في هذه المغامرة الخطيرة جدا على نظامها المصرفي لأنها خضعت لضغط حركة الاخوان المسلمين، الذين لم يترددوا في تسمية الرشوةفي الجزائر بالإكراميات من أجل دعمها وإضفاء غطاء ديني عليها خدمة لمصالحهم ونشروها في المجتمع الجزائري، وهي في الحقيقة تعبر عن موقفهم الحقيقي والمخفي من الدولة الحديثة التي لا تطبق الشريعة  حسبهم، وبالتالي سرقة مالها العام أمر حلال،  ومن هنا تم اختراع مصطلح اكراميات.

منطق الاخوان المسلمين وممارستهم لسياسة الخطوة خطوة هو أخطر سرطان سيهدد، إن عاجلا او أجلا، اركان الدولة الجزائرية، خاصة في ظروف جهل ديني عام لا تعرفه المجتمعات العربية الاسلامية الاخرى.

القروض الحلال ما هو إلا طريق في اتجاه خونجة الدولة الجزائرية مهما كانت مبررات السلطة التي سقطت في براثن السلفيين والإخوان المسلمين بتبنيها لأفكارهم وتطبيقها فعليا على أرض الواقع،سيفرح الإخوان المسلمين لتبني السلطة الجزائرية حل أزمات البلد بتطبيق أكاذيبهم الدينية العديدة.

مراسل “الفجر”منبروكسل..

لخضر فراط / صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى