اساطير

الغرب المدلل وتحذيرات روسيا

بعد أن حذر بوتين عدة مرات باستعمال روسيا للسلاح النووي ضد دول الناتو إذا تدخلت مباشرة في الصراع الأوكراني، جاء الدور على القناة الروسية الرسمية التي شرحت مطولا كيف ستقوم روسيا بتدمير الدول العدوة عبر استعمال السلاح النووي، إما صاروخ صارمات الجديد أو كما يسميه الغرب “الشيطان الثاني” أو غواصات “بوسيدون” النووية.

وتقول القناة أن باريس ستدمر بعد ثلاث دقائق فقط من إطلاق الصاروخ ولندن أقل من ثلاثة دقائق وبرلين ووارسو وغيرها طبعا أقل حسب المسافة الفاصلة بين العواصم ومدينة كلينينغراد الروسية مركز انطلاق الصواريخ المشار لها في خريطة القناة الروسية.

ولم يتحدث التلفزيون عن واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية ويبدو أنالرسالة كانت موجهة فقط للمستعمرات الأوروبية لأمريكا في المرحلة الحالية من أجل استهداف الرأي العام الغربي ليعرف ماذا ينتظره من آلام تسبب فيها سياسيوهم الأغبياء والتافهين الذين حولوا شعوبهم إلى قرابين لأمريكا في ساحة المعارك بينها وبين روسيا في صراع على سيادة العالم.

معلومات روسية تقول بأنه يمكن إغراق بريطانيا بالكامل ومحوها من الخريطة باستعمال صاروخ بوسيدون ‘إله البحر’ وهو صاروخ في شكل غواصة أيضا ويتسبب في ارتفاع مياه المحيط إلى أكثر من 500 متر وهو كافي لأن يغرق الجزيرة البريطانية وجعلها غير قابلة للحياة مع انتشار الإشعاعات النووية فوق أراضيها. 

بريطانيا هي الأكثر تطرفا في مواجهة روسيا وتقول المعلومات أن أمريكا كلفتها بضرب روسيا نوويا وقدمت لها سرا الصواريخ والقنابل النووية وربما هذا ما يشرح الشطحات الكثيفة لوزيرها الأول بوريس جونسن الذي يعتقد بأنه “شيرشل” ولا يفرق بين الحرب العالمية الثانية والثالثة القادمة المدمرة لكامل البشرية.

روسيا بدأت تستهدف الرأي العام الغربي الذي يعاني كثيرا من ارتفاع في الأسعار وندرة المواد الغذائية وأول العواصم التي بدأت تنتفض هي لندن التي أصبحت الحياة فيها لا تطاق عبر الارتفاع الجنوني للأسعار خاصة بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي، وروسيا ترسل تلك الرسائل المخيفة لها لأنها تعتبر بريطانيا الدولة الأكثر تطرفا ضدها وتنشر الأكاذيب المخابراتية ضد روسيا يوميا بالإضافة إلى التصريحات غير المسؤولة لساستها وكأنهم يعتبرون الحرب مجرد لعبة.

مشكلة كل الحروب تكمن دائما في كيفية إنهائها ولا يوجد أي مؤشر لذلك الآن رغم تزايد القلق عند بعض الدول الفاعلة، بل هناك دول بدأت تحث مواطنيها على تخزين المواد الغذائية كما تفعل ألمانيا، فيما يصعّد الاتحاد الأوروبي في العقوبات من جديد لتطال قطاع الطاقة وطبعا سيبكي دائما وكالعادة عندما ترد روسيا على عقوباته مثل الطفل المدلل الذي يريد ضربك ولكنه لا يتحمل ردة الفعل، إلى درجة أن الاتحاد الأوروبي يمنع الأوروبيين من الدفع بالروبل لمشترياتهم من الطاقة، وكأنهم لم يسرقوا مخصصات البنك المركزي الروسي من الدولار واليورو، طبعا هذه حرب أمريكية أوروبية ضد روسيا باستعمال الشعب الاوكراني كضحية، وهي غطرسة لا مثيل لها ونتائجها ستكون الأسوء على الاطلاق في غياب صوت عقلاء الغرب الذين رفضوا منذ البداية هذه الحرب وعارضوا تسليم أمنهم ورهنه عند أمريكا ولمصلحة أهدافها وحذروا من العواقب الوخيمة على أوروبا. 

بروكسل / لخضر فراط ــ صحفي معتمد لدى المؤسسات الأوروبية والحلف الأطلسي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى