اساطير

!العودة الى الحجر هو الحل

مازال فيروس الكورونا يحصد يوميا المزيد من ارواح الجزائريين، وسجل الجمعة رقما قياسيا في عدد الاصابات (240 إصابة جديدة)، ولم تعد البليدة وحدها في عين الخطر، بعدما صارت ولايات أخرى بؤرة للوباء مثل سطيف التي سجلت أعلى عدد في الاصابات وكل الوفيات المسجلة الجمعة كانت في مستشفياتها.

 وأمام هذا الانتشار الواسع للإصابات والوفيات، المسجل بعد اجراءات التخفيف من إجراءات الحجر الصحي، وجب على السلطة العودة إلى التشديد في الإجراءات، وإلا ستحل بنا الكارثة، لأن المواطنين لم يلتزموا بارتداء الكمامة التي كنا نعول عليها في الحد من الإصابات وتجاوز الأزمة الصحية التي عطلت مصالح المواطنين وستلحق حتما أضرارا بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

يوميا يدفع قطاع الصحة بعناصر في صفوفه من أطباء وممرضين، يدفعون حياتهم ثمنا لواجب المهنة، بينما يستهزئ الكثيرون بالوباء، ويتهمون السلطة أنها تستغله للتضييق على الحريات وعلى المواطنين، لتمنع الحراك من العودة الى الشارع.

 وأمام هذه اللامبالاة، لن تتمكن كل الامكانيات التي جندتها الدولة لمواجهة الوباء من الانتصار عليه، فالمستشفيات صارت تعمل فوق طاقتها، حتى أنها وضعت أقسام الأمراض الأخرى في خدمة مرضى كوفيد-19، ولا ندري بعد حجم الوفيات بالأمراض الأخرى بسبب التركيز على مرضى كورونا، حتى وإن كان الوزير أكد على أن قطاع الصحة لم يهمل المرضى الآخرين، لكن في الواقع الفوضى عارمة في المستشفيات، التي صارت بؤرة للإصابات بالفيروس أيضا.

فإلى متى نبقى نلعب الغميضة مع هذه المصيبة، أمام انعدام وعي الكثيرين ، فإما نطبق إجراءات صارمة وحجر كلي على كل الولايات لمدة اسبوعين أو أكثر للحد من الاصابات وعزل المصابين والتحكم كليا في الوباء مثلما فعلت الجارة تونس، أو نجبر الجميع على ارتداء الكمامات، في الشارع وفي الأسواق وكل الفضاء العام، مع تعرض غير الملتزمين بالإجراء لعقوبات صارمة، ما دام كل الاجراءات المتخذة لم تجد نفعا مع هؤلاء، لأن الحجر الليلي لا جدوى منه فالكارثة هي في الاسواق أين يتزاحم الناس على اقتناء حاجياتهم دون الاكتراث بالإجراءات الصحية؟

أرقام الجمعة مخيفة، وجاءت منافية لكل تنبؤات الأطباء سابقا، والذين كانوا يراهنون على أن الفيروس سيتراجع مع ارتفاع الحرارة، ففي بلدان الخليج ما زال الوباء يسجل يوميا الالاف من الاصابات.

حدة حزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى