اساطير

العصابة وسياسة الأرض المحروقة!

ليست فقط حرائق الغابات ونقص السيولة في البنوك وتعطيل محطة تحلية مياه البحر، وقطع المياه على الجزائريين وحدها الأعمال التخريبية التي يستهدف من ورائها التشويش على عمل الرئيس تبون وحكومة جراد، فسجن الصحفيين (واستثني منهم مدير النهار، والصحفيين المتهمين بالابتزاز) وبعض نشطاء الحراك فيه أيضا تشويش على السلطة الحالية، وإلا بماذا نفسر قضية صحفي فرانس 24 الأخيرة رفقة المصور الذي تم اعتقاله. ثم إطلاق سراحه في الغد؟

ليس من السهل اقتلاع جذور العصابة التي التفت على مفاصل الدولة منذ أزيد من عشرين سنة، وليس من مصلحتها أن ينجح الرئيس في مهامه، ولذلك فهي مستعدة لحرق البلاد كلها وليس الغابات والتي هي في الحقيقة قضية تتكرر كل سنة مع اقتراب عيد الأضحى.

أذيال العصابة التي تتوقع ملاحقة العدالة لها وتنتهي مثل رؤوسها في السجن وتفقد مكاسبها ومصالحها مستعدة لخوض حرب دون هوادة ضد البلاد كلها وليس فقط ضد السلطة الحالية، انتقاما لإضعاف الدولة وتركيعها تماما مثلما فعل الإرهاب سنوات التسعينيات حتى أن علي حداد الذي دفع مؤخرا رشوة ب 10 مليون دولار إلى مقرب من ترامب، يعتقد أن الدولة تحت قيادة تبون ضعيفة بسبب كل الأزمات التي ورثتها، والتي تختلقها العصابة لمنع أي نجاح للسلطة في حل هذه الأزمات، ولهذا لجأ إلى محاولة للضغط عليها من الخارج للي ذراع الرئيس والحكومة. فعندما يأمر الرئيس بفتح تحقيقات في كل هذه الأعمال التخريبية فهو أكيد يدرك خلفية هذه الأفعال وربما أيضا من يقف وراءها.

 لكن يبقى بيد الرئيس الحلول الأخرى، وهو الذي يسعى صادقا لبناء الجزائر الجديدة، فعليه أن يتخلص من إرث الماضي، فسجن ناشطين في الحراك أو بسبب تدوينات بعض الشباب المحبط أو الصحفيين (وهم ليسوا فوق القانون لما يتعلق الأمر بتهم لا تتعلق بمهنتهم) سيرسل صورة سلبية على الوضع في الجزائر الجديدة، ثم ألا تكفي المحاكم كل قضايا الفساد المكدسة أمامها، والتي ما يزال التحقيق فيها لم ينته بعد حتى تتابع صحفيين، فحتى في زمن حكم العصابة لم يسجن الصحفيون بهذا الكم، بل أصدر الرئيس بوتفليقة وقتها قرارا بعدم متابعة أي صحفي بسبب عمله؟

فقط على السلطة وعلى العدالة أن تصرب بيد من حديد المخربين وكل من يسعى لخلق الأزمات لعرقلة جهود الحلول، بنفس القوة التي حاربت بها الإرهاب والفساد.

حدة حزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى