الصراع الروسي الأوكراني.. فرصة الجزائر للرفع من صادرات الغاز نحو أوروبا
تمويل أوروبا بالغاز .. 5 عوامل تحدد مصير السوق خلال 2022

يفتح الصراع الروسي الأوكراني الباب بمصراعيه للجزائر للرفع من صادراتها من الغاز الطبيعي نحو أوروبا، إذ يحتدم الصراع بين منتجي الغاز منذ اندلاع الأزمة للظفر بمزيد من الأسواق في أوروبا في عز الشتاء، إذ تطرح عديد البلدان من بينها الجزائر نفسها كبديل عن روسيا لتأمين إمدادات أوروبا في عز الشتاء، الفصل الذي يكثر فيه الطلب على الطاقة.
تطرح الولايات المتحدة هي الأخرى نفسها -حاليًا- بديلًا لروسيا لتوفير إمدادات أوروبا، من الغاز الطبيعي المسال، في وقت سجلت فيه أسعار الطاقة مستويات قياسية، وسط مخاوف من اندلاع حرب بين موسكو وكييف.
وقال مسؤولان أميركيان إن حكومة الولايات المتحدة تُجري محادثات مع العديد من شركات الطاقة الدولية، بشأن خطط طوارئ لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، بعد تعطّل الإمدادات الروسية، بسبب الصراع الروسي-الأوكراني، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا فيما يقرب من ثلث إمدادات الغاز، لذلك قد تؤدي أي عقوبات أميركية محتملة على روسيا على خلفية أي صراع إلى تعطل وصول هذه الإمدادات، وبالتالي تعميق أزمة الكهرباء الأوروبية.
وتعاني أوروبا خلال الأشهر الماضية أزمة طاحنة في الكهرباء، بسبب نقص الإمدادات من الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء، لا سيما في فصل الشتاء الحالي، الذي يُعدّ أحد أشد فصول الشتاء برودة منذ سنوات طويلة.
ومن المقرر أن ترتفع صادرات الغاز الأميركي هذا العام، لتصبح أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.
لا شك أن سوق الغاز في أوروبا ستكون في بؤرة الاهتمام خلال العام الجاري، بعد أزمة الطاقة غير المسبوقة التي تشهدها القارّة، بفعل نقص حادّ في الإمدادات.
وجاء عجز المعروض في وقت تسارع فيه الطلب على الغاز الطبيعي مع التعافي الاقتصادي وتقلبات الطقس، ما رفع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية، ووضع أمن ومرونة الإمدادات على رأس جدول أعمال الاتحاد الأوروبي.
وحدد تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي 5 نقاط يجب مراقبتها في سوق الغاز الأوروبية خلال 2022.
فمن المتوقع أن تشهد سوق الغاز في أوروبا عامًا متقلبًا آخر، مع عدم اليقين المحيط بشأن تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2، بحسب وود ماكنزي.
وفقًا للتقرير، فإن بدء تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2 -الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا- المثير للجدل، قد يتأخر لما بعد الربع الأول من هذا العام، ما يعني محدودية الإمدادات الروسية خلال الشتاء.
وفي ظروف الطقس العادية ومع انخفاض الواردات الروسية، ستتراجع مستويات تخزين الغاز في أوروبا إلى أقلّ من 15 مليار متر مكعب بحلول نهاية مارس المقبل، وهو مستوى قياسي منخفض، ما يدعم أسعار الغاز، وفق وود ماكنزي.
البرد الأوروبي يستدعي زيادة الطلب على الغاز بـ 10 مليار متر مكعب
ويمكن أن يؤدي الطقس البارد في أوروبا إلى تفاقم الوضع، إذ يضيف ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب إلى الطلب على الغاز خلال بقية فصل الشتاء، ما يؤدي إلى دفع مستويات التخزين إلى الصفر، بحسب رؤية محللة أبحاث الغاز في أوروبا لدى وود ماكنزي، كاترينا فيليبينكو.
في المقابل، ستنخفض أسعار الغاز في أوروبا بنهاية المطاف مع اقتراب فصل الربيع، لكن متطلبات إعادة ملء منشآت التخزين ستكون مرتفعة عند 20 إلى 25 مليار متر مكعب في 2022.
بحسب التقرير، من الممكن أن تدعم سياسة التخزين الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي تقدمًا واضحًا، لكن قد يستغرق تنفيذها عدّة سنوات.
وعلى مدى العامين الماضيين، ظهرت أهمية تخزين الغاز في أوروبا، ففي عام 2020، كان من الممكن أن يكون التخزين قادرًا على استيعاب الفائض الكبير في المعروض.
بينما في العام الماضي، أدى ارتفاع أسعار الغاز إلى التأثير في الواردات خلال الصيف، ما ترك المنطقة بمخزونات منخفضة تاريخيًا لفصل الشتاء.
في العقد الماضي، كانت أوروبا تبتعد عن شراء العقود طويلة الأجل للغاز المرتبطة بالنفط، لكن الأزمة الحالية أظهرت ضرورة الاعتماد على العقود طويلة الأجل لضمان أمن الإمدادات.
وبحسب التقرير، فإن الارتفاع القياسي بأسعار الغاز في أوروبا من المرجح أن يدعم الإنتاج والاستثمارات الجديدة في المنطقة.
وأبرزت أزمة الطاقة أهمية الإنتاج المحلي واحتمال احتياج أوروبا للغاز لعدّة عقود مقبلة، كما دفعت الأسعار القياسية منتجي الغاز إلى إعطاء الأولوية لإحياء استثمارات الغاز.
وكالة الطاقة الدولية: الغاز الروسي وراء أزمة الطاقة الأوروبية
ودخلت وكالة الطاقة الدولية على خط الاتهامات الموجهة إلى روسيا، بتحقيق مصالحها المتعلقة بتصدير الغاز الطبيعي على حساب دول العالم عمومًا، ودول أوروبا وجيرانها خصوصًا.
واتّهم المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، روسيا، بالوقوف وراء أزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا، من خلال حجب نحو ثلث صادراتها من الغاز الطبيعي، في وقت تتفاقم فيه التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وحمَّل بيرول –بشكل مباشر- روسيا مسؤولية الارتفاع القياسي بسوق الطاقة في أوروبا خلال الشتاء الحالي، الأمر الذي يهدد بانهيار أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأوروبي، ويغرق ملايين الأوروبيين في أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
لمياء.ح