الحرب على كورونا مهمتنا جميعا !

بث أمس مجموعة من الأطباء والمهتمين بالمأساة التي تعيشها البلاد جراء الجائحة، نقاشا عبر صفحات الفايسبوك، عالجوا فيه بإسهاب واقع الأزمة الصحية، ووضعية قطاع الصحة الموبوء حتى قبل الجائحة، وهو اليوم ينهار كليا تقريبا تحت الأعداد المتزايدة للإصابات التي صارت تسجل بالمئات يوميا، ولا شيء يوحي بأنها ستتراجع، أمام انعدام الوعي لدى شرائح واسعة من الجزائريين، وجدوا في أزمة كورونا وسيلة لمعارضة النظام القائم والتنغيص عليه بمخافة كل الاجراءات الصحية المتخذة.
وأهم ما أوصى به الأطباء خلال النقاش، هو التركيز على التضامن بين المواطنين لمواجهة الوباء، خاصة وأن شرائح واسعة من المصابين ليس لديها الإمكانيات حتى لدفع مقابل الفحص بالسكانير لدى الخواص، بما أن المستشفيات العمومية لا تتوفر في أغلبها على هذه الأجهزة التي تساعد في إجراء تشخيص أولي ومنه يتقرر وضع المصاب تحت العلاج في انتظار الفحوص الأخرى التي تؤكد الإصابة وتدخل في التعداد الإجمالي للمصابين.
نعم، وأمام التدهور الذي يعيشه قطاع الصحة في الجزائر وإمكانياته المتهالكة، والنقص الفادح المسجل في أجهزة التنفس والأسرة والكمامات الضرورية للمرضى والأطباء على السواء، ولأن السلطة قدمت ما كان بإمكانها تقديمه لمواجهة الوباء، حتى وإن لم تكن الاستراتيجية المتبعة ناجعة وأظهرت العديد من النقائص، لماذا لا يوجه “المؤمنون ” المتمسكون بأداء شعيرة أضحية العيد، أن يقدموا هذا القربان على مذبح الوطن للمساعدة في محاربة الوباء، ويخصصون الأموال الموجهة لشراء الأضحية، للتبرع بشراء أجهزة التنفس وتزويد المستشفيات بقوارير الغاز الخاص أو لاقتناء أسرة وغيرها من التجهيزات التي تشكو المستشفيات نقصا فادحا منه.
ونفس الشيء بالنسبة لأموال الحجاج المسجلين هذه السنة لأداء هذا الفرض، فمرضى الكورونا أولى بها، وقد ألغت السعودية الحج هذه السنة لغير سكانها تفاديا للعدوى، فهاهي فرصة للحج بطريقة أخرى، ألا يقول المثل العامي عندنا ” ما تحل الصدقة حتى يستكفى العيال” أي لا تقبل الصدقة إلا إذا لم يكن للأهل أية حاجة، والجزائر ومرضى الكورونا التي مست كل مدينة وكل حي وربما كل أسرة تقريبا في حاجة لهذه الصدقة التي كانت تذهب دائما إلى بنوك أمريكا وحسابات اسرائيل وتعود بالويل على المسلمين حروبا وأسلحة.
لنتنازل عن شيء من أنانيتنا، أليس الإسلام هو أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك، والجزائريون في سطيف وبسكرة ووهران والعاصمة وبسكرة وكل شبر من الجزائر يعانون من وباء فتاك، لا يمكن مجابهته بالتعويل على الحكومة فقط.
أين نخوة الجزائريين وتضامنهم أثناء المحن اثناء الاستعمار وترابطهم الاجتماعي الذي مكنهم من الحفاظ على هويتهم وكيانهم تحت استعمار ماسخ للهوية ولشعب برمته، أين نحن من تلك اللحمة الاجتماعية التي جعلتنا نواجه محنة الارهاب وزلزال الأصنام وكل المآسي التي عرفتها الجزائر، أين كل هذه النخوة للوقوف إلى جانب الجزائر ومؤازرة المصابين، وتخفيف الضغط على الأطباء وهم يدفعون يوميا المزيد من الشهداء كفاحا ضد وباء يتفشى يوما بعد؟ مواجهة كورونا ليست مهمة السلطة وحدها، بل هي مهمتنا جميعا، وعلينا جميعا الوقوف لدحرها !