الاتفاق السعودي الإيراني طعنة خنجر في صدر الصهاينة!

كل يوم يتأكد أن المملكة السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يخفى عن أحد أنه الملك الفعلي للمملكة، تختلف جذريا في سياستها الداخلية والخارجية عن المملكة في العهدات السابقة، ويأتي الاتفاق السعودي الإيراني الذي تحقق أول أمس بوساطة صينية ليؤكد أن المملكة العربية السعودية تعيش مرحلة انعتاق من الإملاءات الأمريكية التي رهنت قرارها وسيادتها لعقود من الزمن.
هذا التحالف الذي جاء بعد أشهر من محاولات التقريب بين البلدين وباستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاعها منذ سنة 2016 إثر مهاجمة محتجين إيرانيين البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيا معارضا، سيحدث تحولا كبيرا في المنطقة وإخلالا في الموازين الدولية الحالية، كما سيخلط حتما الكثير من الأوراق على الساحة الدولية، خاصة في “إسرائيل” التي كانت تدفع عن طريق الولاياتالمتحدة الأمريكية لإنشاء حلف عربي وخليجي تحديدا في مواجهة إيران، بحجة محاولتها السعي لامتلاك السلاح النووي مستغلة الخلافات المذهبية بين شيعة وسنة.
وهكذا نجح بن سلمان، الذي رفض من قبل الزج ببلاده في الحرب الروسية الأوكرانية ملتزما الحياد والذي اعتبره البعض بأنه دعم لروسيا بسبب رفضه رفع انتاج النفط في إطار “أوبك +” حتى لا تتراجع الأسعار ما سيؤثر على روسيا التي هي بحاجة للمال في العملية التي تقودها في أوكرانيا.
لقد نجح بن سلمان في نزع فتيل نزاع إقليمي آخر كان المستفيد الوحيد منه هو دولة الاحتلال الصهيوني، والمستهدف الأول منه الصين، التي تسعى أمريكا للحد من نفوذها في المنطقة، فالصين بسعيها لإزالة خطر حرب بين طهران والرياض هو تفكيك لمخطط يستهدفها هي قبل غيرها.
ولأن الاتفاق جاء برعاية صينية، ما يعني أن المملكة رجحت في علاقاتها الكفة الصينية على الكفة الأمريكية، فإنه لا يستبعد أن يأتي رد فعل من أمريكا لتدفع المملكة ثمن تحديها لأمريكا بإقامة تحالفات مع الصين وتقاربها مع روسيا وسعيها للتخلص من التبعية لأمريكا، لأن دخول الصين على الخط السعودي الإيراني سيهدد سياسة البيترودولار الأمريكية وسيمهد الطريق لانضمام المملكة إلى “البريكس”.
بن سلمان لم ولن ينسى الموقف المهين له وللمملكة مع الرئيس الأمريكي السابق وهو يعدد له على لوحة مثل تلميذ صغير ما على المملكة دفعه من ملايير لأمريكا لقاء حمايتها لأمن السعودية مقابل التهديد الإيراني المزعوم، وهو الموقف الذي كان بمثابة الصدمة التي أفاقت بن سلمان من غيبوبة الانسياق الأعمى وراء أمريكا.
ويبقى المأمول من هذا التقارب الإيراني السعودي هو وضع حد للحرب التي يقودها التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين المتهمين بالولاء إلى إيران، وهو ما أكدت عليه المملكة في مناقشاتها مع إيران على أن تكف هذه الأخيرة عما سمته المملكة بالتدخل في شؤون البلدان العربية، بينما فسرته إيران على أنه مجرد سوء فهم.
حدة حزام