الاتحاد الإفريقي هل هي بداية النهاية؟

هل تنجح إفريقيا في صد أبوابها أمام الاستعمار الجديد، والخطر الذي تمثله اسرائيل التي تريد دخول المنظمة بتواطؤ من المغرب وبلدان إفريقية أخرى، ليس حبا في مستقبل سكانها وإنما لتفجير المنظمة وإضعاف دولها، لبسط يدها على ثروات القارة التي ما زالت عقودا بعد استقلالها تعاني من تبعات استعمار جديد رهن مصالح شعوبها ومستقبلهم.
اليوم المنظمة مثل استقلال بلدان المنطقة مهدد في حال ما تمكن الكيان الصهيوني من دخولها كعضو ملاحظ ولا أدري على أي أساس يحق لإسرائيل ذلك إن لم يكن لمنع البلدان شعوب المنطقة من أن تكون قوة وقطبا اقتصاديا وسياسيا يحمي مصالح شعوب القارة من أطماع الطامعين.
اسرائيل لم تخف يوما مطامعها في ثروات الكثير من بلدان القارة بدعوى أن هذه البلدان سلبت أموال اليهود الذين أجبروا على الهجرة، لكن أهم من هذا أن اسرائيل تبحث من خلال دخولها المنظمة سد أبواب إفريقيا أمام المنافسة الصينية والروسية على السوق الإفريقية وعلى مجالها الجوي وثرواتها التي لم تنتفع يوما شعوبها من استغلالها.
فهل ستنجح الجزائر التي ألهمت ثورتها الحركات التحررية في إفريقيا ومكنتها من التخلص من عقود من ظلام الاستعمار، أن تحمي المنظمة من الاختراق الاسرائيلي، الذي سبق وأن اخترق الصف العربي وفكك صفوفه وها هي بلدان الجامعة العربية تتسابق على التطبيع وتتملص من أهم قضية كان يجتمع العرب حولها وهي القضية الفلسطينية.
المغرب اليوم يستقوى بإسرائيل من أجل مشروعه التوسعي في المنطقة، وليس مستبعدا أن يدعم مطامع الدولة العبرية في إفريقيا، كما تدعم دول إفريقية أخرى حضور اسرائيل كعضو ملاحظ، ما يعني أن مهمة الجزائر لمنع دخول اسرائيل المنظمة لن تكون سهلة، لكنها في حال فشلت في ذلك، فإن هذا يعني أن مصير ليس فقط المنظمة بل القارة وشعوبها في خطر، ولن تتحقق لا وحدة إفريقية ولا تقارب بين شعوبها ولا تكامل اقتصادي بين بلدانها، بل ستعود فريسة من جديد لاستعمار جديد أخطر من الاستعمار التدميري التقليدي والذي لم تتخلص منه حتى اليوم.
مهمة الجزائر لحماية المنظمة والقارة ومستقبلها لصد الأطماع الصهيونية صعبة ولكنها ليست مستحيلة.