الدوليالسياسي

اعتراف ضمني بمسؤولية الاليزيه في تسويق صورة كاذبة لبلادنا

فرنسا ترحّل طواعية سفيرها بالجزائر

أعلن السفير الفرنسي كزافيي دريانكور رسميا مغادرته منصبه كرئيس للدبلوماسية الفرنسية بالجزائر وهو أول إجراء رسمي للرئيس الفرنسي عقب اتصاله هاتفيا بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون والتي جاءت في أعقاب تشنج في العلاقات بين البلدين على خلفية بث القناة الرسمية “فرانس5 ” افتراءات وتزيف لحقيقية الحراك الشعبي الذي أنهى حكم العصابة التي كانت تضمن مصالح فرنسا خاصة الاقتصادية بإعلان الاعلام الفرنسي تخلي السفير الفرنسي كزافيي دريانكور عن منصبه بالجزائر وهو الذي يعرف هذا البلد بحكم عمله بالجزائر لعدة سنوات كسفيرا لباريس .

يعطي هذا التنحي قراءة واضحة وضوح الشمس وهي أن السفارة الفرنسية كان لها يد في تصوير مشاهد كاذبة وغير ممثلة لحقيقية الحراك الشعبي التي تم بثها على قناة فرنسية رسمية “فرانس 5” وهو الوثائقي الذي أثار موجة غضب كبيرة في أوساط الشعب الجزائري ليس خوفا من حرية التعبير كما تحججت به باريس بل لكون أن هذه المشاهد لم تمثل حقيقية الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري 2019 وأنهى حكم الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة والعصابة التي كانت تضمن لفرنسا مصالح ومزايا اقتصادية وهي مطالب رفعها الحراك في الجمعات التي أعقبت تنحي الرئيس بوتفليقة عن الحكم وإسقاط مشروع العهدة الخامسة. وبتنحي السفير الفرنسي عن منصبه تكون الجزائر قد ربحت معركة دبلوماسية مع فرنسا حيث جاء إعلان التنحية أيام قليلة بعد إجراء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالا مع الرئيس عبد المجيد تبون.

كما أن هذه المكالمة جاءت بعد سخط شعبي كبير عن مزايدات الاعلام الفرنسي الرسمي ما جعل الجزائر تستدعي سفيرها بباريس للتشاور. السفير الفرنسي الذي تمت تنحيته أو رحل طواعية كما حاول تسويقه الإعلام الفرنسي جاء أيضا بعد سقطته المتمثلة في تصريحات مخلة للأعراف الدبلوماسية لقناة فرنسية أخرى (فرانس 24) المعروفة بتزييف الوضع بالجزائر ومحاولتها الوقوف ضد المسار الدستوري الانتخابي الذي توج بانتخابات رئاسية، وهو ما أدى بوزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم استدعاء سفير فرنسا بالجزائر كزافيي دريانكور، ليبلغه احتجاج الجزائر الشديد على تصريحات بغيضة لقناة “فرنس 24 ” الحكومية ضد الجزائر.

ولم يكتف السفير الفرنسي كزافيي دريانكور بشن هجمات إعلامية على الجزائر في الاعلام الرسمي بل فتح باب السفارة لشخصيات تزعم المعارضة وتدعي تمثيلها للحراك.

تنحية سفير فرنسا من الجزائر هو بمثابة اعتراف ضمني من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمسؤولية بلاده بالإخلال بعلاقات بلده مع الجزائر من خلال استعمال وسائل الاعلام الثقيلة التي وضعت منذ بداية الحراك وما بعد الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر الفارط أجندة واضحة بوسائل إعلام ثقيلة لتسويق صورة سوداء على الجزائر رغم أن ما عاشته فرنسا من انتهاكات للحريات الفردية والجماعية خلال احتجاجات أصحاب السترات الصفراء لم تعرفه الجزائر في حراكها الشعبي ولم تعرفه حتى دول عربية مع موجة الربيع العربي المدبر هو الآخر ببعض مخابر فرنسا وحلفائها .

رضوان م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى