!إنها مجرد زيارة

بعض المعارضة لم تعجبها زيارة الرئيس الأسبق اليامين زروال لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأطلق بعضهم العنان للتخوين والتشكيك في الرجل الذي كشف في عز الحراك المؤامرة التي كان يخطط لها الشقيق وبعض الإطارات السابقة في أجهزة الدولة، لفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الجزائري الذي خرج بقوة في أعظم ثورة سلمية عرفتها البلاد، رافضا العهدة الخامسة التي كادت أن تفرض رجلا مريضا وتستجيب لرغبته في الموت فوق عرش المرادية أو التوريث حماية لمصالح الأوليغارشية وحماة الأسرة الحاكمة في الخارج.
فما الذي أزعجهم في هذه الزيارة؟ وهم يعرفون أن الرئيس الأسبق لم تطأ قدماه قصر المرادية ولم يلب دعوات خلفه لحضور المناسبات الوطنية، منذ أن غادر الحكم بإرادة حرة، لأنه لم يقبل الدوس على دماء ضحايا الإرهاب ويبيّض صحائف الإرهابيين، فخرج وترك الرئاسة والعاصمة ومن فيها، واختار الانزواء في الأوراس الأشم حتى لا يحسب على العصابة، لأنه كان يعرف من البداية الوجهة التي ستتجه إليها البلاد؟
فهل خاف من فتحوا النار على زروال أن تعطي هذه الزيارة لما يتمتع به الزائر من احترام واعتبار لدى الكثير من الجزائريين، الأهمية والمصداقية لما يقوم به الرئيس المنتخب من عمل لإخراج البلاد من أزماتها المتراكمة؟
يكفي أن يساند الرئيس زروال، رئيس الجمهورية الحالي “ويشد على يده”، لتتضح الصورة للمواطنين الذين يريدون خيرا بالبلاد، خاصة وأن الرئيس في أمس الحاجة لهذا الدعم ولو كان معنويا، وهو الذي دخل إلى قصر الرئاسة ليجده خاليا على عروشه، لا ملفات ولا رجال لمساعدته في بناء جزائر تركتها عصابة السعيد وشركائه دمارا لا يقل عن الدمار الذي يخلفه زلزال عنيف.
زروال الذي كانت الجماهير تقف في كل مرة في بابه تترجاه للترشح لرئاسة الجمهورية ويخلص البلاد من مآسيها أكبر من أن يخون، أو يعطي صك على بياض لأي كان لو لم يلتمس حقا في الرئيس رغبة في العمل وبناء الجزائر الجديدة التي وعد بها الرئيس وطالبت بها الجماهير الغفيرة التي خرجت في حراك سلمي في أسابيعه الأولى.
تقارب زروال تبون مهما كانت حقيقته لا يمكن إلا أن يكون موقفا إيجابيا، وأن يثمر خيرا للبلاد والجزائر في حاجة إلى كل مخلص لها في هذا الظرف العصيب.
ثم إنها زيارة في وضح النهار وتحت عدسات الكاميرات!
حدة حزام