اساطير

!آن للحراك أن يتحول إلى قوة اقتراح

من الآخر، ورغم احترامي للحراك وما حققه للجزائر وللجزائريين، بتخليص البلاد من حكم بوتفليقة وعصابته، إلا أن تحريض بعض الدوائر على رفض كل ما يأتي من السلطة ومن الرئيس تبون تحديدا، والشتائم التي صارت تكال باسم الحراك للرئيس ولمؤسسات الدولة، يتعارض تماما مع روح الحراك السلمي، لأن العنف اللفظي أحيانا أكثر ضررا من العنف الجسدي.

وبعيدا عما جاء  في كتاب أحمد بن سعادة حول الأموال التي تضخها المنظمات التي تدعي الديمقراطية وتمول الانقلابات في العالم باسم الربيع العربي وغيرها من التسميات ، أين كشف نصيب من سماهم برموز الحراك، فإن التصعيد من قبل بعض المنتسبين للمعارضة أمام الوضع الهش الذي تعيشه البلاد ، سواء بسبب انهيار أسعار المحروقات أو بسبب أزمة كورونا التي واجهها الرئيس أياما بعد تنصيبه ، وزادت تعقيدا للأزمة الموروثة على العهد البائد، لا يخدم أحدا، و الاستمرار في اللجوء إلى الشارع سيلين من موقف السلطة، فالرئيس تم انتخابه ، وانتهى الأمر، والعودة بالبلاد إلى ما قبل 12/12 أمر مستحيل، والحل الوحيد، هو تنظيم المعارضة التي ما زالت تسعى للتغيير من خلال ضغط الشارع في أحزاب أم جمعيات، أو حتى في قوائم حرة ودخول معترك الانتخابات المقبلة وتمارس معارضتها تحت قبة البرلمان، فنحن في حاجة إلى كل الأفكار البناءة التي تطرحها بعض الأسماء لاستخلاف البرلمان الحالي الفاقد للشرعية والممقوت شعبيا.

اعتقال بومالة وسجنه، ليس حلا، مثلما ليس حلا الشتائم التي يكيلها هو لمن يسميه بالنظام ويتحداه في فيديوهات تحرض على الفوضى، وليس لأنه فشل في تجربته في حزب التجديد الجزائري رفقة بوكروح، وكان يطمح لحمل حقيبة وزارية مستحقة، فهو الخطيب المفوه والمثقف الذي كان سيضيف الكثير للهيئة التنفيذية، بدل الإلقاء به في السجن، بغض النظر عن التهم المنسوبة إليه.

الجزائر الجديدة في حاجة إلى كل أبنائها، والرئيس سواء في حملته الانتخابية أو في كل تصريحاته لاحقا، أكد دائما أنه لا يقصي أحدا وأن الجزائر الجديدة تبنى بكل أبنائها، ويكفي كدليل أن حكومة عبد العزيز جراد خصت أسماء كانت ضد الانتخابات الرئاسية بحقائب وزارية.

كلنا مع الحراك الذي قلب الطاولة على أوليغارشية أقصت أبناء الشعب لعقود من ثرواته، وألقت بالآلاف منهم إلى قوارب الموت، لكن لنحول من قوة الحراك وزخمه، لقوة اقتراح لإيجاد حلول للازمات التي أنهكت قوى البلاد بدل اللجوء إلى الشارع، وهو حق أريد به باطل.

حدة حزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى